في مملكة بعيدة وسط الغابات الخضراء، عاشت أميرة صغيرة تُدعى لينا. كانت لينا فتاة لطيفة وذكية، تحب الزهور والفراشات، وتقضي معظم وقتها في حديقة القصر. لكن الأميرة لينا كانت تشعر أحيانًا بالحزن لأنها لم تكن تملك أجنحة مثل الفراشات، تستطيع الطيران بها لرؤية العالم من فوق.
حلم الأميرة لينا
في إحدى الليالي، بينما كانت لينا تنظر من نافذتها إلى القمر والنجوم، تمنّت لو أنها تستطيع الطيران مثل الفراشات. أغمضت عينيها وقالت: “أتمنى أن أصبح فراشة ليوم واحد فقط.” ثم غفت في نوم عميق.
وفي حلمها، ظهرت لها فراشة ذهبية جميلة وقالت:
• “يا لينا، لأنك أميرة طيبة وتحبين الفراشات، سأحقق أمنيتك. غدًا ستصبحين فراشة لمدة يوم واحد، لكن عليك أن تتعلمي درسًا مهمًا.”
الأميرة تطير كالفراشة
استيقظت لينا في الصباح لتجد نفسها قد تحولت إلى فراشة جميلة ذات أجنحة ملونة. شعرت بالسعادة الغامرة وبدأت تطير فوق القصر والحدائق، مستمتعة بمنظر الزهور والسماء الزرقاء.
وأثناء طيرانها، قابلت فراشات أخرى في الغابة. سألتها فراشة صغيرة:
• “لينا، هل يمكنك مساعدتي؟ أريد أن أجد زهرة كبيرة أستطيع الوقوف عليها، لكنني صغيرة جدًا ولا أستطيع الطيران لمسافات بعيدة.”
وافقت لينا على الفور وساعدت الفراشة الصغيرة في العثور على زهرة جميلة. شعرت بالسعادة لأنها قدمت يد العون لها.
درس الأميرة لينا
استمرت لينا في الطيران طوال اليوم، تقابل مخلوقات الغابة وتساعدهم في مشكلاتهم الصغيرة. مع مرور الوقت، أدركت لينا شيئًا مهمًا:
• “السعادة ليست في الطيران أو امتلاك أجنحة، بل في مساعدة الآخرين وجعل حياتهم أجمل.”
عندما عاد الليل، ظهرت الفراشة الذهبية مرة أخرى وقالت:
• “لينا، لقد تعلمت درسًا عظيمًا اليوم. أجنحتك لم تُمنح لك للمتعة فقط، بل لاستخدامها في فعل الخير.”
استيقظت لينا في صباح اليوم التالي لتجد نفسها قد عادت إلى هيئتها الطبيعية، لكنها كانت أكثر سعادة ورضا.
ختامًا
أصبحت لينا منذ ذلك اليوم تُعرف بأنها الأميرة التي تساعد كل من يحتاج إلى العون، سواء كان إنسانًا أو مخلوقًا صغيرًا في الغابة. وتعلمت أن الجمال الحقيقي يكمن في قلب طيب وأفعال نبيلة.
الدروس المستفادة:
• السعادة تأتي من مساعدة الآخرين.
• الطيبة واللطف هما ما يجعل الإنسان مميزًا حقًا.
• الأحلام يمكن أن تحمل دروسًا تغير حياتنا.
نامي الآن يا صغيرتي، وتذكري أن كل فتاة هي أميرة بطريقتها الخاصة، وأن الطيبة تجعل قلبك يلمع مثل النجوم.